|




أبطال أوروبا.. البرشا يكسب القلوب ويخسر المجد

لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني الأول لكرة القدم، صباح الأربعاء، متحسرًا بعد الخسارة من إنتر ميلان الإيطالي. (الفرنسية)
برشلونة ـ الفرنسية 2025.05.07 | 03:34 pm

فاز فريق برشلونة الأول لكرة القدم الشاب، تحت قيادة مدربه الألماني هانزي فليك، بالقلوب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، مستعيدًا بريقه القاري، لكنه خرج أمام إنتر الإيطالي، الثلاثاء، في إحدى أقوى مواجهات الدور نصف النهائي عبر التاريخ.
بعد أن كانوا مذنبين في تلقي الهدفين الأولين، أعاد جيرارد مارتين، وإريك جارسيا، وداني أولمو، الأمل لفريقهم في أمسية صاخبة أمتدت إلى صباح الأربعاء، على ملعب «سان سيرو».
الثلاثي، الذي مر في «لاماسيا»، مركز التدريب الغني عن التعريف لبرشلونة، الذي أخرج سابقًا نجومًا كبارًا، في طليعتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم ثماني مرات، تعرض لانتقادات على خلفية ارتكاب العديد من الهفوات الدفاعية، لكنه أسهم بعودة قوية في سان سيرو.
في لحظة من التشتت الذهني، والحضور البدني العالي للإيطالي فيديكو ديماركو، منح أولمو، العائد من لايبزيج الألماني إلى ربوع «بلاوجرانا» الصيف الماضي، فرصة ذهبية لانتر من أجل التقدم عن طريق الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس، بعد 21 دقيقة، عقب أن خسر الكرة في موقع حساس، لكن سرعان ما عوض خطأه السابق خلال الشوط الثاني من خلال فرض التعادل بالدقيقة 60، إثر كرة عرضية من مارتين، الموهبة الصاعدة أيضًا من «لاماسيا».
لكن لسوء حظ مارتين، ابن الـ 23 عامًا، الذي حل بديلًا عن أليخاندرو بالدي المصاب، والمعتاد على شغل هذا المركز، وخاض باكورة مبارياته على هذا المستوى القاري، وهذا ما كان جليًا من خلال التوتر الواضح في أدائه الدفاعي على ملعب «جوزيبي مياتزا» الصاخب، سعى جاهدًا لتقديم أمسية جيدة، إذ أسهم أيضًا بهدف تقليص النتيجة عندما مرر لإريك جارسيا، الذي بدأ مسيرته كذلك في النادي الكاتالوني، قبل أن يرحل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، ثم يعود، تمريرة ذهبية «54».
لكن المساهمتان المصبوغتان بختم «لا ماسيا»، لم تنقذا برشلونة من السقوط أمام العملاق الإيطالي المهيأ تكتيكيًا والمخضرم، من أجل حسم المواجهة، بعد التمديد 4ـ3، و7ـ6 في مجموع المباراتين.
وعلى الرغم من أن البرازيلي رافينيا أوشك على منحه بطاقة العبور بهدف قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي، فرض فرانتشيسكو أتشيربي التعادل والتمديد بعد خسارة مارتين للكرة في لقطة جدلية طالب فيها النادي الكاتالوني بخطأ دون أن تنزع المسؤولية عن الشاب الإسباني المتردد «90+3»، قبل أن يخطف دافيدي فراتيزي هدف الفوز والتأهل في الشوط الإضافي الأول «99».
كانت الأنظار شاخصة إلى الموهبة الاستثنائية، لامين يامال، ابن الـ 17 عامًا، الذي يُنظر إليه أنه يسير على خطى ميسي، لكن، ومع موهبته الهائلة، لم ينجح الدولي الإسباني اليافع في استغلال العديد من الفرص، التي صنعها لنفسه، فواجه السويسري يان سومر، حارس مرمى الإنتر، وهو في أكمل جاهزيته، وأضاع يامال وابلًا من الفرص «77 و90+6 و114 و116»، بعدما كان قد أصاب القائم الأيسر أيضًا «90+2».
جماهير «بلاوجرانا»، التي حضرت بأعداد جيدة إلى ميلانو، استطاعت أن تغادر ملعب «سان سيرو» برؤوس مرفوعة، إذ أن هوية لعب فريقهم، المستوحى من فلسفة الهولندي يوهان كرويف، لا تزال حاضرة أكثر من أي وقت مضى.
وقال بيب جوارديولا، مدرب الفريق السابق، بعد مباراة الذهاب: «بفضل هذا النوع من المباريات، لن تكون الملاعب فارغة أبدًا، وسيواصل هذا المنتج نموه، إذا لعبتم مثل برشلونة، فلن تكون الملاعب فارغة أبدًا، عشاق برشلونة فخورون جدًا، حتى بالنتيجة».
من جهته، أضاف سيموني إنزاجي، مدرب «نيراتزوري»: «علينا فقط أن نهنئ برشلونة على العمل، الذي يؤدونه مع لاعبيهم الشباب، الذين يجب أن يستمروا في النمو والتطور، الأمر لا يقتصر على لامين يامال فقط».
وبعد السقوط على مشارف النهائي، يبقى برشلونة في طريقه لتحقيق ثلاثية محلية «الدوري والكأس والكأس السوبر»، ويمكنه استقاء العبر والمضي نحو مستقبل واعد، بوجود يامال، الذي يوصف بأنه أفضل موهبة في العالم حاليًا، إضافة إلى مدرسة كروية تنبض بالحياة، وقادرة على رفده بالمواهب.