على مدى سبعة أعوام، وبعد نحو عام من إطلاق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رؤية 2030، بدأت أفكار ملحمة رياضية أسطورية تتبلور سريعًا إلى واقع.
من 2017 وحتى 2024، تحولت الملاعب إلى ساحات إنجازات كبرى، والجبال إلى قمم انتصار، والشاشات الرقمية إلى عوالم تنبض بالتفرد بعد نحو 22 قرارًا رياضيًا جوهريًا.
في عالم آخر، مع تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية 2017، أطلق بعد عامين دوري كأس الأمير محمد بن سلمان الإلكتروني، شباب يقاتلون على شاشات متوهجة، أصابعهم سيوف، وعقولهم دروع.
لم تكتفِ البلاد بصناعة أبطال، بل فاجأت الكون بابتكار بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في 2023، حينها وقف العالم ليشاهد بكل دهشة، إنها السعودية إمبراطورية العوالم الافتراضية.
بعد عامين، من إعلان الرؤية، بينما فتحت أبواب الملاعب أمام النساء للمرة الأولى، كانت جبال السعودية مسرحًا لتنافس المغامرين مع تأسيس الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج، كل صعود تحدٍ للجاذبية، كل قمة تتويج للروح كما هي الحال في الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، الذي فتح الأبواب لكل قلب ينبض، أطفال، كبار، ذوو إعاقة.. الرياضة لم تعد لعبة، بل صارت ساحة لتحدٍ بارع.
وأمام هذا التحول السريع، أعلن في 2020 عن تأسيس وزارة الرياضة لتكون المظلة الكبيرة لأعمال لا تتوقف من الشغف والإبهار، وتقود بناء منظومة رياضية متكاملة.
بالعام ذاته، وفي قلب هذه الملحمة، نهضت أكاديمية مهد حصنًا يصقل المواهب إلى سيوف لا تُقهر إلى جانب برنامج «تطوير رياضي النخبة»، كان معقلًا يحول الشباب إلى أساطير تحصد الميداليات.
وفي لحظة إنسانية، أطلق برنامج «فخر» ليمنح ذوي الإعاقة أجنحة ليحلقوا. كل قفزة، كل سباق، كل لحظة انتصار، كانت جزءًا من جدارية عظيمة ترسمها السعودية.
في 2021 جاءت اللحظة التي كتبت فصلًا آخر في عهد النمو والتطور مع إطلاق الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات، وتشكيل أول منتخب نسائي.
ثم جاءت دورة الألعاب السعودية 2022، مهرجانًا جديدًا يجمع الرياضات في احتفالية ملحمية.
وراء هذه النجاحات، كانت السعودية تبني جيشًا من العقول، معهد إعداد القادة أطلق برامج مثل «isDE» للماجستير في الإدارة الرياضية، و«ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي«، كما أن «دبلوم إدارة التسويق والاستثمار الرياضي» أضاف وقودًا اقتصاديًا لنهضة كبرى، إلى جانب تدشين استراتيجية «دعم وتطوير الاتحادات الرياضية».
برنامج «تحرّك معنا»، الذي وصل إلى 13 مدينة، كان دعوة للحياة: «انهضوا، اركضوا، تنافسوا» الشعب استجاب، والرياضة أصبحت دمًا يجري في عروق الجميع.
ولم تتوقف لحظات الإبهار هنا، فقد أُطلق في 2023 أول دوري لكرة الطائرة النسائية، ليؤكد أن الأحلام لا تنتهي والطموحات لا تموت.
يشكل 126 ناديًا رياضيًا متنوع الألعاب قلعة تحمل راية التنافس والتنوع، ومع تخصيص الأندية، أصبحت هذه القلاع أقوى، جاهزة لغزو العالمية.
بحلول 2024، لم تكن السعودية مجرد أرض تمارس الرياضة، بل كانت ساحة ملحمة عظيمة. من هتاف النساء في الملاعب، إلى أبطال يتحدون الجبال، إلى شباب يقاتلون في عوالم رقمية، كتبت السعودية قصة لم تروَ من قبل.