بعد نحو 670 يومًا، بداية من 1 يوليو 2023 حتى 1 مايو 2025، يدشن محمد الشلهوب، أيقونة الهلال، التي أضاءت الملاعب لأكثر من عقدين، فصلًا جديدًا في مسيرته المذهلة، ليس لاعبًا، بل مدربًا، خلفًا لمعلمه، البرتغالي جورجي جيسوس، المطوية صفحته الزرقاء مع الفريق الأول لكرة القدم.
الشلهوب خريج مدرسة الهلال، ولد في 8 ديسمبر 1980، وبدأ مسيرته مع الهلال في 1998، وتدرّج في الفئات السنية حتى أصبح قائد الفريق الأول.
خلال مسيرته لاعبًا، حقق 33 بطولة، رقم قياسي يجعله أكثر اللاعبين السعوديين تتويجًا بالألقاب.
في 10 سبتمبر 2020، أعلن الشلهوب اعتزاله كرة القدم بعد 22 عامًا من العطاء، لكنه لم يبتعد عن الأضواء، في يونيو 2022، تولى تدريب فريق الهلال تحت 17 عامًا، ليبدأ رحلة أخرى مع الساحرة المستديرة.
التحول الكبير جاء في يوليو 2023، حين اختاره جورجي جيسوس، الذي عاد لتدريب الهلال في ولايته الثانية، ليكون مساعدًا في الجهاز الفني.
خلال معسكر النمسا الإعدادي، برز الشلهوب حلقة وصل بين اللاعبين والمدرب البرتغالي، مستفيدًا من خبرته الطويلة، وعلاقته الوثيقة بالنادي.
تحت قيادة جيسوس، حقق الهلال أربعة ألقاب، بواقع واحد في الدوري، ومثله بكأس الملك، واثنين في كأس السوبر السعودي، مشرفًا على 99 مباراة انتهت 80 منها بانتصار، كان الشلهوب، جزءًا من الطاقم، يتابع عن كثب، يتعلم من أسلوب العجوز التكتيكي وصرامته، بينما يضيف لمساته الخاصة في تحفيز اللاعبين.
في الوقت نفسه، كان يعمل على تطوير مهاراته التدريبية، بحصوله على رخصة «PRO» التدريبية من الاتحاد الآسيوي، بعد أن نال الوثيقة المهنية «B» و«A» في يونيو 2022.
ويتولى الشلهوب المهمة في وقت حساس، يأتي فيه الهلال ثانيًا في ترتيب دوري روشن، خلف الاتحاد، المتصدر، بفارق ست نقاط قبل خمس جولات من خط النهاية.
على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، سيدخل الشلهوب أول اختبار حقيقي في مسيرته التدريبية على رأس الهرم الفني حين يحل الهلال ضيفًا على الرائد في الجولة 30 من دوري روشن السعودي، الأربعاء المقبل، لحظة قد تمنح «الموهوب» انطلاقة تاريخية من خط التماس، تعيد للأذهان بداياته الفذة داخل المستطيل الأخضر.